بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية:
البحث الأول في : الأدب
عنوان البحث:
من اعداد:
سالمي بثينة
العام الدراسي: 2009-2010
من بين المجالات العلمية التي بزغت إبان العصر العباسي علمى الطب ، ويرجع ذلك إلى الترجمة التي بلغت في العصر العباسى شأنًا عظميًا منذ خلافة أبى جعفر المنصور الذي كلف "جورجيس بن بختيشوع النسطورى" بتعريب كتب كثيرة في الطب عن الفارسية، وتوارثت أسرته بعد ذلك الترجمة والتأليف والتدريس. ويعتبر عهد الخليفة المأمون العصر الذهبى لازدهار حركة الترجمة والانفاق عليها بسخاء، وقد برز في مجال الترجمة والتأليف "أبو يعقوب يوحنا بن ماسويه" الطبيب المسيحي الدمشقى، الذي عهد إليه الرشيد بترجمة الكثير من كتب الأطباء والحكماء مثل: "أبقراط"، و"جالينوس"، وغيرهما وخلف "يوحنا" تلميذه حنين بن إسحاق العبادي الملقب بشيخ تراجمة العصر العباسى. ولم يقتصر تأثير حركة الترجمة العلمية على إثراء المكتبات والمدارس بجل تراث القدماء، ولكن التأثير ظهر في صورة أهم من ذلك، وهي استيعاب القديم، والانطلاق بخطى سريعة إلى عهد جديد في التأليف الطبى. وبلغ التأليف بعد ذلك قمته كمًا وكيفًا بفضل عدد كبير من المبرزين في علوم الطب تميزوا بغزارة إنتاجهم، وعظمة ابتكاراتهم، وسلامة منهجهم وتفكيرهم.
1. وسنكتفى بضرب المثل من بين أعمال الأطباء المسلمين على العالم هو: جالينوس العرب أبو بكر الرازى
الرازي: الطبيب الإنسان والعالم والموسوعي
الرازي: الطبيب الإنسان والعالم والموسوعي
الرازي والقراءة
ولد أبو بكر الرازي في الري نحو سنة 250هـ = 864م، وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة، ولكنه حصل خلاف بين الدارسين والباحثين حول دراسته للطب وممارسته له، فتذكر المصادر القديمة كوفيات الأعيان وفوات الوفيات وغيرهما، أنه اتجه إلى ممارسة الطب بعد سن الأربعين، بينما يرى أحد الباحثين المحدثين، وهو ألبير زكي، أن الرازي بدأ اشتغاله بالطب في حداثته.
والمهم أن الرازي كان حريصًا على القراءة، مواظبًا عليها خاصة في المساء، فكان يضع سراجه في مشكاة على حائط يواجهه، وينام في فراشه على ظهره ممسكًا بالكتاب، حتى إذا ما غلبه النعاس وهو يقرأ سقط الكتاب على وجهه فأيقظه ليواصل القراءة من جديد.
ولعل الفقرة المقتطفة من كتاب سيرة الفيلسوف تسلّط الضوء على كثرة مطالعاته، حيث يقول: "حتى إني متى اتفق لي كتاب لم أقرأه أو رجل لم ألقه، لم ألتفت إلى شغل البتة، ولو كان في ذلك عليَّ ضرر عظيم دون أن آتي على الكتاب، أو أعرف ما عند الرجل، وأنه بلغ من صبري واجتهادي أني كتبت بمثل خط التعاويذ في عام واحد أكثر من عشرين ألف ورقة".
بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الريّ بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة بيمارستان الري. وقد ألّف الرازي لهذا الحاكم كتابه "المنصوري في الطب"، ثم "الطبّ الروحاني"، وكلاهما متمّم للآخر، وخصّ الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. وفيها نال الرازي شهرته، ثم انتقل منها ثانية إلى بغداد ليتولى رئاسة البيمارستان المعتضدي الجديد، الذي أنشأه الخليفة المعتضد بالله (279- 289 م /892- 902 م). ويقول ابن أبي أصيبعة: "والذي صح عندي أن الرازي كان أقدم زماناً من عضد الدولة"، ولم يذكر ابن أبي أصيبعة البيمارستان المعتضدي إطلاقاً في مقاله المطوَّل في الرازي.
وتنقّل الرازي عدة مرات بين الري وبغداد تارة لأسباب سياسية وأخرى ليشغل مناصب مرموقة في كل من هذين البلدين، ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته في مدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفي في مسقط رأسه، وتأرجحت الأقوال في سنة وفاته بين سنة 313هـ /925 م، وسنة 320 هـ/ 932 م.
ممارسته الطب:
مارس الطب لمدة طويلة في المشافي، وينعته ابن جلجل بأنه "طبيب مارستاني". واحتل الرازي مناصب هامة في المشافي التي عمل فيها، فتولى إدارة بيمارستان الري، وعندما قصد بغداد وأقام فيها، أدار أحد مستشفياتها الذي اختلف في اسمه؛ هل هو البيمارستان العضدي أو المقتدري أو الصاعدي أو التوانسي أو المعتضدي، وما إلى ذلك، والمهم أن الرازي قد تولى إدارة هذا المستشفى لفترة طويلة.
ولما كان الرازي عالماً وطبيباً، وقد كان له عدد كبير من المريدين والتلاميذ يجلسون حوله في حلقات متصلة، يصغون إليه بكل شغف وإعجاب.
العالـم الإنسان
وعرف الرازي بذكائه الشديد وذاكرته العجيبة، فكان يحفظ كل ما يقرأ أو يسمع، حتى اشتهر بذلك بين أقرانه وتلاميذه.
ولم يكن الرازي منصرفًا إلى العلم كليةً زاهدًا في الدنيا، كما لم تجعله شهرته متهافتًا عليها مقبلاً على لذاتها، وإنما كان يتسم بقدر كبير من الاعتدال، ويروى أنه قد اشتغل بالصيرفة زمناً قصيراً.
كان الرازي غنياً واسع الثراء، وقد امتلك بعض الجواري وأمهر الطاهيات.وقد اشتهر بالكرم والسخاء، وكان باراً بأصدقائه ومعارفه، عطوفاً على الفقراء والمحتاجين، وخصوصاً المرضى، فكان ينفق عليهم من ماله، ويجري لهم الرواتب والجرايات.
كانت شهرة الرازي نقمةً عليه؛ فقد أثارت عليه غيرة حسّاده، وسخط أعدائه، فاتّهموه في دينه، ورموه بالكفر ووصفوه بالزندقة، ونسبوا إليه آراءً خبيثةً، وأقوالاً سخيفة، ولكنه فنّد في بعض مصنّفاته تلك الدعاوى، وأبطل تلك الأباطيل، ومن كتبه في هذا المجال كتاب في أن للعالم خالقاً حكيماً، وكتاب أن للإنسان خالقاً متقناً حكيماً، وغيرهما من المؤلفات.
كان الرازي مؤمناً باستمرار التقدم في البحوث الطبية، ولا يتم ذلك، على حد قوله، إلا بدراسة كتب الأوائل، فيذكر في كتابه "المنصوري في الطب" ما نصه: "هذه صناعة لا تمكّن الإنسان الواحد إذا لم يحتذ فيها على مثال من تقدمه، أن يلحق فيها كثير شيء ولو أفنى جميع عمره فيها، لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير. وليست هذه الصناعة فقط، بل جل الصناعات كذلك. وإنما أدرك من أدرك من هذه الصناعة إلى هذه الغاية في ألوف من السنين ألوف من الرجال. فإذا اقتدى المقتدي أثرهم صار أدركهم كلهم له في زمان قصير، وصار كمن عمر تلك السنين وعنى بتلك العنايات. وإن هو لم ينظر في إدراكهم، فكم عساه يمكنه أن يشاهد في عمره. وكم مقدار ما تبلغ تجربته واستخراجه ولو كان أذكى الناس وأشدهم عنايةً بهذا الباب. على أن من لم ينظر في الكتب ولم يفهم صورة العلل في نفسه قبل مشاهدتها، فهو وإن شاهدها مرات كثيرة، أغفلها ومر بها صفحاً ولم يعرفها البتة". ويقول في كتابه " في محنة الطبيب وتعيينه "، نقلاً عن جالينوس: "وليس يمنع من عني في أي زمان كان أن يصير أفضل من أبقراط".
الرازي طبيب العرب الأول
يعدُّ الرازي من الروَّاد الأوائل للطّب، ليس بين العلماء المسلمين فحسب، وإنما في التراث العالمي والإنساني بصفة عامة، ومن أبرز جوانب ريادة الرازي وأستاذيته وتفرده في الكثير من الجوانب أنه:
* يعدّ مبتكر خيوط الجراحة المعروفة بالقصاب.
* أول من صنع مراهم الزئبق.
* قدم شرحاً مفصلاً لأمراض الأطفال والنساء والولادة والأمراض التناسلية وجراحة العيون وأمراضها.
* كان من روّاد البحث التجريبـي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على الحيوانات كالقرود، فكان يعطيها الدواء، ويلاحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على الإنسان.
* عني بتاريخ المريض وتسجيل تطورات المرض؛ حتى يتمكن من ملاحظة الحالة، وتقديم العلاج الصحيح له.
* كان من دعاة العلاج بالدواء المفرد (طب الأعشاب والغذاء)، وعدم اللجوء إلى الدواء المركَّب إلا في الضرورة، وفي ذلك يقول: "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركَّب".
* كان يستفيد من دلالات تحليل الدم والبول والنبض لتشخيص المرض.
* استخدم طرقًا مختلفة في علاج أنواع الأمراض.
* اهتم بالنواحي النفسية للمريض، ورفع معنوياته ومحاولة إزالة مخاوفه من خلال استخدام الأساليب النفسية المعروفة حتى يشفى، فيقول في ذلك: "ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبداً بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس".
كما اشتهر الرازي في مجال الطب الإكلينيكي، وكان واسع الأفق في هذا المجال، فقد فرّق بشكل واضح بين الجدري والحصبة، وكان أول من وصف هذين المرضين وصفاً دقيقاً مميزاً بالعلاجات الصحيحة.
قالت عنه المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": "في شخصية الرازي تتجسد كل ما امتاز به الطب العربي وما حققه من فتوحات علمية باهرة. فهو الطبيب الذي عرف واجبه حق المعرفة، وقدَّس رسالته كل التقديس، فملأت عليه نفسه وجوانب قلبه، وهو ينقذ المعوزين ويساعد الفقراء. إنه الموسوعي الشمولي الذي استوعب كل معارف سالفيه في الطب وهضمها وقدمها للإنسانية أحسن تقديم، وهو الطبيب العملي الذي يعطي للمراقبة السريرية أهميتها وحقها، وهو البحّاثة الكيميائي المجِّرب الناجح، وهو أخيراً المنهجي في علمه الذي أضفى على ا كتب الرازي الطبية:
يذكر كلُّ من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دوَّن أسماء مؤلفاته في " فهرست" وضعه لذلك الغرض. ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة، ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى، ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة ويجدر بنا أن نوضح هنا الإبهام الشديد الذي يشوب كلاً من "الحاوي في الطب" و "الجامع الكبير". وقد أخطأ مؤرخو الطب القدامى والمحدثون في اعتبار ذينك العنوانين كأنهما لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع.
لطب في عصره نظاماً رائعاً ووضوحاً يثير الإعجاب".
الرياضيات في العصر العباسي
حفل هذا العصر بعدد كبير من كبار الرياضيين الذين أبدعوا فى علوم الرياضيات ، وسنقدم هنا بإيجاز بعضًا من إنجازاتهم التى أثرت تأثيرًا بارزًا فى ازدهار الفكر الرياضى وتقدمه فى الشرق و الغرب .
تمكن علماء المسلمين من ابتكار نظامين لكتابة الأرقام.
النظام الأول: ويسمى بالأرقام الغبارية، وسميت بذلك؛ لأنهم كانوا يذرون غبارًا خفيفًا على الألواح ثم يخطون فوق هذا الغبار بالأرقام. وهذه الأرقام تقوم فى أساسها على الزوايا وهى: 9876543210، التى تنتشر فى المغرب العربى بما فى ذلك الأندلس، ومنها دخلت إلى أوربا وسميت بالأرقام العربية.
النظام الثاني: وهو الأرقام الهندية، وهى الطريقة المتوارثة المنتشرة فى الأقطار الإسلامية والعربية المشرقية إلى الآن. كما ابتكر المسلمون مفهوم "الصفر" الذى سهل العمليات الحسابية تسهيلا لا حدود له، وعرفوه بأنه: "المكان الخالى من أى شىء". وقد أخذه الأوربيون باسمه العربي وتداولوه فى مختلف لغاتهم، فقال الإنجليز: "Cipher"، وقال الفرنسيون: "Chiffre"، وقال الألمان:"Ziffer"، وسرعان ما خضع لعوامل التغيير اللغوى وصار: "Zero". ويقول الدكتور"كارل بوير" فى كتابه "تاريخ الرياضيات": "إنه بدون اكتشاف العرب للأعداد العربية كان من الممكن أن تكون الرياضيات الآن فى مهدها، ولكن بواسطتها استطاع الإنسان أن يخترع، وأن يعرف الطبيعة بأكملها".
ولقد قسم المسلمون الأعداد العربية إلى قسمين أساسين هما: زوجى، وفردى. وعرفوا كلا منهما، كما بحثوا فى أنواعها ونظرياتها، وفى ذلك قالوا: "ما من عدد إلا وله خاصية أو عدة خواص، لا يشاركه فيها غيره". ولم يقف المسلمون عند هذا الحد، بل بحثوا فى النسبة والمتواليات وقسموها إلى ثلاثة أنواع:
1- المتواليات العددية.
2- المتواليات الهندسية.
3- المتواليات التوافقية أو التأليفية.
:
أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي :عالم رياضيات و فلك و جغرافيا ، ولد في خوارزم سنة 780 ، اتصل بالخليفة العباسي المأمون وعمل في بيت الحكمة في بغداد وكسب ثقة الخليفة إذ ولاه المأمون بيت الحكمة كما عهد إليه برسم خارطة للأرض عمل فيها أكثر 70 جغرافيا، وقبل وفاته في 850م/232 هـ كان الخوازرمي قد ترك العديد من المؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا من أهمها كتاب الجبر والمقابلة الذي يعد أهم كتبه وقد ترجم الكتاب إلى اللغة اللاتينية في سنة 1135م وقد دخلت على إثر ذلك كلمات مثل الجبر Algebra والصفر Zero إلى اللغات اللاتينية.
كما ضمت مؤلفات الخوارزمي كتاب الجمع والتفريق في الحساب الهندي ، وكتاب رسم الربع المعمور ، وكتاب تقويم البلدان ، وكتاب العمل بالأسطرلاب ، و كتاب "صورة الأرض " الذي اعتمد فيه على كتاب المجسطي لبطليموس مع إضافات وشروح وتعليقات ، وأعاد كتابة كتاب الفلك الهندي المعروف باسم "السند هند الكبير" الذي ترجم إلى العربية زمن الخليفة المنصور قأعاد الخوارزمي كتابته وأضاف إليه وسمي كتابه "السند هند الصغير".
وقد عرض في كتابه (حساب الجبر والمقابلة) أو (الجبر) أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية. ويعتبر مؤسس علم الجبر ، {1/ اللقب الذي يتقاسمه مع {2ديوفانتس. في القرن الثاني عشر، قدمت ترجمات اللاتينية عن حسابه على الأرقام الهندية، النظام العشري إلى العالم الغربي. نقح الخوارزمي كتاب الجغرافيا لكلاوديوس بطليموس وكتب في علم الفلك والتنجيم.
كان لاسهاماته تأثير كبير على اللغة. "فالجبر"، هو أحد من اثنين من العمليات التي استخدمهم في حل المعادلات التربيعية. في الإنجليزية كلمة Algorism و algorithm تنبعان من Algoritmi ، الشكل اللاتيني لاسمه. واسمه هو أصل الكلمة أسبانية guarismo والبرتغالية algarismo وهما الاثنان بمعنى رقم.تفاصيل قليلة هي المعروفة بدقة عن الحياة الخوارزمي، وحتى مسقط رأسه غير معروف. اسمه يدل على أنه قد جاء من خوارزم، وهي الآن مقاطعة خوارزم في أوزبكستان ، قدم إلى بغداد عاصمة العباسيين وعاصر الخليفة المأمون و عمل في بيت الحكمة،
في كتاب الفهرس لابن النديم ' نجد سيرة الذاتية قصيرة للخوارزمي، مع قائمة الكتب التي كتبها. قام الخوارزمي بعمل معظم أعماله في الفترة ما بين 813 و 833. بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، أصبحت بغداد مركز الدراسات العلمية والتجارية ، وأتى اليها العديد من التجار والعلماء من مناطق بعيدة مثل الصين والهند، كما فعل الخوارزمي. كان يعمل في بغداد، وهو باحث في بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون، حيث درس العلوم والرياضيات ، والتي تضمنت ترجمة المخطوطات اليونانية والسنسكريتية العلمية.
إسهاماته
ساهم الخوارزمي في الرياضيات، الجغرافيا، علم الفلك ، وعلم رسم الخرائط، و أرسى الأساس للابتكار في الجبر وعلم المثلثات. له أسلوب منهجي في حل المعادلات الخطية والتربيعية أدى إلى الجبر ، وهي كلمة مشتقة من عنوان كتابه حول هذا الموضوع، (المختصر في حساب الجبر والمقابلة) .
كتب عن حساب الأرقام الهندية ' حوالي 825 كتاب، كانت مسؤولة بشكل أساسي عن نشر نظام ترقيم الهندي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا. و ترجم اللاتينية إلى Algoritmi de numero Indorum. من الخوارزمي، أتت الكلمة اللاتينية Algoritmi ،التي أدت إلى مصطلح "الخوارزمية".
أعتمدت بعض أعماله على علم الفلك الفارسي والبابلي، والأرقام الهندية ، والرياضيات اليونانية.
نظم الخوارزمي وصحح بيانات بطليموس عن أفريقيا والشرق الاوسط. من كتبه الرئيسية كتاب "صورة الأرض"، الذي يقدم فيه إحداثيات الأماكن التي تستند على جغرافية بطليموس ولكن مع تحسن القيم للبحر الأبيض المتوسط وآسيا وافريقيا. كما كتب أيضا عن الأجهزة الميكانيكية مثل الأسطرلاب، ومزولة.
وساعد في مشروع لتحديد محيط الأرض، وفي عمل خريطة للعالم للخليفة للمأمون، وأشرف على 70 جغرافي.
في القرن الثاني عشر أنتشرت أعماله في أوروبا، من خلال الترجمات اللاتينية ، التي كان لها تأثير كبير على تقدم الرياضيات في أوروبا.
الجبر
صفحة من كتاب الجبر للخوارزمي
(الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة) هو كتاب رياضي كتب حوالي عام 830 م. ومصطلح الجبر مشتق من اسم أحدى العمليات الأساسية مع المعادلات ' التي وصفت في هذا الكتاب. ترجم الكتاب اللاتينية تحت اسم Liber algebrae ét almucabala بواسطة روبرت تشستر (سيغوفيا ، 1145)، وأيضا ترجمه جيرارد أوف كريمونا. وتوجد نسخة عربية فريدة محفوظة في أوكسفورد ترجمت عام 1831 بواسطة إف روزين. وتوجد ترجمة لاتينية محفوظة في كامبريدج.
' ويعتبر الجبر هو النص التأسيسي للجبر الحديث . فهو قدم بيانا شاملا لحل المعادلات متعددة الحدود حتى الدرجة الثانية، ، وعرض طرق أساسية "للحد" و "التوازن" في اشارة الى نقل المصطلحات المطروحة إلى الطرف الآخر من المعادلة، أي إلغاء المصطلحات المتماثلة على طرفي المعادلة.
طريقة الخوارزمي في حل المعادلات التربيعية الخطية عملت في البداية بخفض لمعادلة لواحدة من ست نماذج قياسية (حيث ب و ج أرقام إيجابية صحيحة)
• ترابيع تساوي الجذور (ax2 = bx)
• ترابيع تساوي عدد (ax2 = c)
• جذور تساوي عدد (bx = c)
• ترابيع وجذور تساوي عدد (ax2 + bx = c)
• ترابيع وعدد تساوي جذور (ax2 + c = bx)
• جذور ورقم تساوي ترابيع (bx + c = ax2)
وبقسمة معامل التربيع باستخدام عمليتين هما الجبر و المقابلة، الجبر هي عملية إزالة الوحدات والجذور والتربيعات السلبية من المعادلة ، وذلك بإضافة نفس الكمية إلى كل جانب. فعلى سبيل المثال ، x2 = 40x − 4x2 تخفض إلى 5x2 = 40x ، والمقابلة هي عملية جلب كميات من نفس النوع لنفس الجانب من المعادلة. فعلى سبيل المثال ، x2 + 14 = x + 5 تخفض إلى x2 + 9 = x.
نشر عدة مؤلفين أيضا نصوص تحت اسم كتاب الجبر والمقابلة منهم أبو حنيفة الدينوري, أبو كامل شجاع بن اسلم, عبد الحميد بن ترك, سند بن علي, سهل بن بشر, وشرف الدين الطوسي
وكتب جيه جيه أوكونر و إي إث روبرتسون في موقع أرشيف ماكتوتر لتاريخ الرياضيات :
«"ربما كانت أحد أهم التطورات التي قامت بها الرياضيات العربية بدئت في هذا الوقت بعمل الخوارزمي وهي بدايات الجبر ,و من المهم فهم كيف كانت هذه الفكرة الجديدة مهمة ، فقد كانت خطوة ثورية بعيدا عن المفهوم اليوناني للرياضيات التي هي في جوهرها هندسة, الجبر كان نظرية موحدة تتيح الأعداد الكسرية والأعداد اللا كسرية، و المقادير هندسية وغيرها، أن تتعامل على أنها "أجسام الجبرية" ، وأعطت الرياضيات ككل مسار جديد للتطور بمفهوم أوسع بكثير من الذي كان موجودا من قبل، وقدم وسيلة للتنمية في هذا الموضوع مستقبلا. وجانب آخر مهم لإدخال أفكار الجبر وهو أنه سمح بتطبيق الرياضيات على نفسها بطريقة لم تحدث من قبل." »
وكتب أر راشد وأنجيلا ارمسترونج :
«نص الخوارزمي يمكن أن ينظر إليه على أنها متميز، ليس فقط من الرياضيات البابلية ، ولكن أيضا من كتاب 'آريثميتيكا " ديوفانتوس, انها لم تعد حول سلسلة من المشاكل التي يجب حلها ، ولكن كتابة تفسيرية تبدأ مع شروط بدائية فيها التركيبات يجب أن تعطي كل النماذج الممكنة للمعادلات، والتي تشكل الموضوع الحقيقي للدراسة. من ناحية أخرى، فإن فكرة المعادلة ذاتها تظهر من البداية ، ويمكن القول، بصورة عامة ، أنها لا تظهر فقط في سياق حل مشكلة، ولكنها تدعو على وجه التحديد إلى تحديد فئة لا حصر لها من المشاكل. »
صفحة من الترجمة اللاتينية ، والتي تبدأ ب "algorizmi ديكسيت"
علم الحساب
الإنجاز الثاني للخوارزمي كان في علم الحساب، توجد الأن الترجمة اللاتينية له و لكن فقدت النسخة العربية الأصلية. تمت الترجمة على الأرجح في القرن الثاني عشر بواسطة أديلارد أوف باث، الذي ترجم أيضا الجداول الفلكية في 1126.
كانت المخطوطات اللاتينية بلا عنوان، ولكن يشار إليها بأول كلتمين تبدا بها : Dixit algorizmi أو (هكذا قال الخوارزمي) ، أو Algoritmi de numero Indorum (الفن الهندي في الحساب للخوازرمي)" ، وهو الاسم الذي أطلقه بالداساري بونكومباني على العمل في 1857. العنوان الأصلي العربية ربما كان [46"كتاب الجمع والطرح ووفقا للحساب الهندي"
عمل الخوارزمي الحسابي كان هو مسؤول عن إدخال الأرقام العربية على أساس نظام الترقيم الهندي العربي المطور في الرياضيات الهندية، إلى العالم الغربي. مصطلح "الخوارزمية" مستمد من ألجورسم، أسلوب الحساب بالارقام الهندية والعربية الذي وضعه الخوارزمي. كلا من كلمتي "خوارزمية" و "ألجوريسم" مستمدين من الأشكال اللاتينية لاسم الخوارزمي Algoritmi وAlgorismi على التوالي.
الفلك العصر العباسي: هو أحد العلوم التى وضع المسلمون أسسها؛ فمكن ذلك للأوربيين من أن يشيدوا على هذه الأسس الدراسات الأوربية الحديثة. ولقد أصبح علم الفلك بفضل علماء المسلمين علمًا استقرائيًا عمليًا يعتمد على الملاحظة الحسية والمقاييس العلمية، مبنيًا على الأرصاد ، و الحسابات الفلكية المستندة على الرياضيات البحتة والتطبيقية، فمن هذا المنطلق استطاع علماء المسلمين أن يعطوا تعليلاً علميًا لحركة الكواكب و الأجرام السماوية . ويوضح ذلك فؤاد سزكين فى كتابه "محاضرات فى تاريخ العلوم" بقوله: "نستطيع أن نعلل نجاح علماء المسلمين العظيم فى مرحلتهم الإبداعية بما يلى: 1*- إنهم استطاعوا أن يستخدموا وساطة رياضية فى حسابات المسائل الفلكية، وكانت رسائلهم الرياضية أرقى منها لدى الإغريق . 2*- إنهم استطاعوا أن يستخدموا آلات رصد أكثر تطورًا مما كان لدى الأغريق .
3- إنهم استطاعوا أن يستخدموا مناهج رصدية كان بعضها أكثر تطورًا مما كان لدى الإغريق ، كما أن بعض هذه المناهج كان مجهولاً تمامًا لدى الإغريق .
4- كان الفلكيون المسلمون أكثر إسهامًا فى العمل من الأسلاف. وبجانب المراصد التى أنشأها المأمون أنشأ أبناء موسى بن شاكر فى منزلهم مرصدًا خاصًا بهم، ثم أنشأ السلطان شرف الدولة البويهىّ مرصدًا فى قصره ببغداد، وقد أنشأ بمصر المرصد الحاكمىّ على جبل المقطم ، كما كانت هناك مراصد عديدة فى الشام و أصفهان و الأندلس و سمرقند .
وإلى جانب قيام المراصد الفلكية تمكن المسلمون من اختراع العديد من الأجهزة الدقيقة التى تستخدم فى عمليات الرصد مثل: المزولة الشمسية ، و الساعة المائية لتحديد الزمن، ومثل الإسطرلاب العربىّ لتحديد الارتفاع ومعرفة الزمن والأوقات". وكان بنو الصباح ، وهم ثلاثة أخوة يتقنون صناعة الآلات، ولهم كتاب "برهان صنعة الإسطرلاب"، وممن عالج هذه الصناعة أحمد الصاغانى ، وكان ماهرًا فى صناعة الإسطرلاب حتى ضرب به المثل، وصارت آلاته التى يصنعها لها صبغة الجودة، وطابع الامتياز، حتى كان يعول عليها أكثر من غيرها، وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلاب، كما أدخل تطويرًا وزيادات قيمة على آلات الرصد القديمة.
أبو الحسن الصوفى
وهو أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفى، المتوفى سنة (376 هـ). وكان أبو الحسن الصوفى يمتاز بالنبل والذكاء ودقة رصده للنجوم، وقد نال بذلك شهرة كبيرة، باعتباره واحدًا من أعظم علماء الفلك فى الإسلام ، واعترف علماء الشرق و الغرب بقيمة مؤلفاته فى الفلك ، ودقة وصفه لنجوم السماء؛ الذى يساعد على فهم التطورات التى تطرأ على النجوم، ومن مؤلفاته الهامة كتاب "النجوم الثابتة" وهو من أحسن الكتب التى وضعت فى علم الفلك حيث جمع فيه أكثر من ألف نجم، ووشاه بالخرائط والصور الملونة، ورسم أشكال النجوم على صور الأناسى والحيوان، وذكر أسماءها العربية التى لا يزال بعضها مستعملاً حتى الوقت الحاضر، مثل: الدب الأكبر ، و الدب الأصغر ، و الحوت ، و العقرب . واعتمد الفلكيون المحدثون على مؤلفات الصوفى، لحساب التغير فى ضوء بعض النجوم، كما أنه كان أول من لاحظ وجود سحابة من المادة الكونية تعرف الآن باسم "سديم مسيبه". ومن أشهر مؤلفاته أيضا كتاب "صور الكواكب الثمانية والأربعين". وقام فيه بمراجعة النجوم التى وردت فى كتاب المجسطى لبطليموس بدقة متناهية امتدحها مترجمه الدنماركى "شيليرب" بقوله: "قد أعطانا الصوفى وصفًا عن السماء المرصعة بالنجوم بصورة أحسن مما توفر من قبل، وقد بقى هذا الوصف لتسعة قرون دون أن يوجد له نظير"، ولا تخلو أى مكتبة من مكتبات الغرب كالاسكوريال ، والمكتبة الوطنية فى باريس ، ومكتبة ليدن بهولندا، ومكتبة بولدين فى أكسفورد ، و المتحف البريطانى - من نسخة من مؤلفات أبى الحسن الصوفى فى الفلك ، علاوة على النسخ المتوفرة فى المكتبات العلمية فى البلاد العربيةوالإسلامية . ومن مؤلفاته أيضًا: كتاب "الكواكب الثابتة"، و"الأرجوزة فى الكواكب الثابتة"، وكتاب "العمل بالإسطرلاب"، وغير ذلك.
رأيكم بليز
.